Product Description
Description بزغ الفجر فوق الأنقاض. بعد نصف ساعة من الصمت والصقيع، ظهرت قافلة جديدة. نساء بالمئات مع أطفالهنّ. صبية وبنات. مدجّجات بثيابهنّ السود. مكمّمات الأفواه. يمشين كما لو أنّهنّ سجون متنقّلة، تخفي في داخلها أجسادًا، وأجساد تخفي في داخلها أرواحًا، وأرواح في داخلها حياة. عدد الرجال ليس كبيرًا وغالبيّة المغادرين من النساء. الرجال انسحبوا في باصات خاصّة إلى الأرياف وإلى الشمال. أخذوا معهم عائلاتهم. الذين ينسحبون أمامنا ولا نعرف من أين خرجوا، هم الذين بقوا أو الذين تبقّوا. المدينة كلّها انسحبت من أهلها وهم انسحبوا منها. العودة ليست قدرًا. في الخامسة، فرغت المدينة. عاد الثلج للسقوط كالدمع على الركام. Biographical note كاتب لبنانيّ من مواليد العام 1984. يحمل شهادة في الاقتصاد من جامعة بيروت العربية وماجستير في الدراسات الإسلاميّة-المسيحيّة من جامعة القدّيس يوسف في بيروت. إلى جانب عمله في الصحافة الثقافيّة والنقد، نشر نصوصًا أدبيّة وقصائد في مطبوعات أدبيّة وثقافيّة متخصّصة. «السماء ليست معنا» هي عمله الروائيّ الثالث، بعد «وارسو قبل قليل» التي أُدرجَت في اللائحة الطويلة للجائزة العالميّة للرواية العربيّة (بوكر) عام 2016، و«صانع الألعاب»، التي وصلت إلى اللائحة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب عام 2015.-Dawn broke over the ruins. After half an hour of silence and frost, a new caravan appeared. Hundreds of women with their children, boys and girls. The women were clad in black. Their mouths were covered. They walked as if they were mobile prisons, concealing bodies within them, bodies concealing souls, and souls concealing lives. The number of men wasn't significant; the majority of those leaving were women. The men withdrew in private buses to the countryside and the north. They took their families with them. Those who are leaving in front of us, and we do not know where they came from, are the ones who remained or the ones who are left. The entire city has withdrawn from its people, and they have withdrawn from it. Their return is not destined. At five o'clock, the city emptied. Snow began to fall like tears on the rubble.
Items(0) 